
راية التركمان الجزائرية تفضح تآمر النظام الجزائري في دعم الإنفصال بسوريا
صحيفة - عصام العزيزي
في 20 نونبر 2018 أعلن المجلس التركماني السوري عن اختيار علم جديد للتركمان، يمثلهم في المحافل السياسية والاجتماعية، وكان ذلك من خلال مؤتمر عقد، في مدينة الراعي، بريف حلب الشمالي.
والغريب في الأمر أن العلم الذي وقع عليه الاختيار يشبه تقريبا وبنسبة كبيرة العلم الجزائري مع اختلاف بسيط من ناحية اللون.
هذا الأمر جعل تكهنات المراقبين تشير إلى تعاون محتمل بين هذه الفصائل السورية وبين النظام الجزائري، خصوصاً أن الأخير معروف عنه التدخل السافر في شؤون الدول ودعمه المتواصل للحركات الإنفصالية في مناطق مختلفة مثل جبهة “البوليساريو” في تيندوف وفصائل “الأزواد” في شمال مالي.
هذا المستجد ربما سيفضح في وقت من الأوقات خصوصاً بعد سقوط نظام الأسد كل التحركات المشبوهة للنظام العسكري الجزائري في سوريا، وسيعري عن وجهه الحقيقي في زعزعة الاستقرار بهذا البلد المتعدد الطوائف، وسيبين لامحالة تلاعب العسكر الجزائري بدعمه للنظام في العلن ومساعدته لحركات تطالب بالانفصال في السر ، خصوصاً وأن الجزائر كانت أكبر حليف عربي لبشار، بل حتى قبل سقوطه بأيام معدودة كانت آخر مكالمة لوزير خارجية الأسد مع أحمد عطاف وزير الخارجية الجزائري، والتي شدد فيها عطاف على دعم نظامه لنظام الأسد، وكرر إنكاره لحق الشعب السوري في تغيير حكومته المستبدة وعلى رأسها بشار الأسد، لتلعب بذلك الجزائر دورين مختلفين في نفس المشهد من المسلسل السوري.
الاعلان على دولة تركمان سوريا بعلم شبيه بالعلم الجزائري، و في حلقة اليوم قلت لكم ان عطاف يريد تدويل القضية السورية في مجلس الأمن، فهل الجزائر متورطة في محاولة تقسيم سوريا ردا على الاطاحة ببشار الاسد!!! pic.twitter.com/3wQsjvRjqM
— Hatim el mourabit (@HatimelMourabit) December 31, 2024
وفي مؤتمر حمل عنوان “العلم التركماني”، في مدينة الراعي بريف حلب الشمالي، اختار التركمان السوريون علماً موحداً مكوناً من ثلاثة ألوان، بإشراف المجلس التركماني السوري، وبحضور أعضاء الحركة التركمانية والمجموعات العسكرية التركمانية ومنظمات المجتمع المدني.
وقال المجلس التركماني عبر قنواته الرسمية، أنه “بعد الاعتراف والموافقة الكاملة على علم الثورة السورية اختار التركمان السوريون راية خاصة بهم تمثلهم في كافة المحافل السياسية والاجتماعية كمكون أساسي من مكونات الشعب السوري تحت سقف المشروع الوطني”.
العلم التركماني الجديد يتكون من ثلاثة ألوان: الأزرق والأبيض والأحمر.
وأضاف المجلس أن “اللون السماوي الذي رافق التركمان عبر التاريخ يأخذ مكانه على الراية التركمانية السورية إلى جانب اللون الأبيض رمزاً للسلام والإنسانية إلى جانب الهلال والنجمة المشبعة بدماء شهداء الوطن السوري”.
في العهد العثماني، تم تسجيل الأتراك في سوريا باسم “تركمان حلب” وكان لهم مكانة خاصة لدى السلطات وكانوا يعتبرون تحت حماية خاصة، مما جعل الأمور أسهل نسبيًا بالنسبة لهم في ذلك الوقت.
وتمركزوا خلال فترة وجودهم في سوريا بشكل رئيسي في دمشق وحلب، بالإضافة إلى اللاذقية وحمص وحماة والرقة ودرعا والجولان، بحسب الكاتب والصحفي التركماني أحمد حاميش في حديث سابق لعنب بلدي.
وجاء في البيان أن “الأطراف المشاركة في المؤتمر أكدت على ضرورة التمييز السياسي بين العلم التركماني الذي يرمز إلى التركمان السوريين كمكون من مكونات الشعب السوري، والعلم الذي تبنته الثورة السورية والذي يجمع كل أطياف المجتمع”.