فوضى الأخبار والاشاعات بوسائل التواصل الاجتماعي و بعض المواقع الاخبارية وخطرها على المغاربة
نجيب الأضادي*
الفرق بين الخبر و الإشاعة ان كاتب الخبر تكون لديه الادلة والحجج على صحة خبره، وهو ما يكسبه مصداقية امام قراءه سواء كان صحافيا محترفا او مدونا ملتزما بالقواعد والاخلاقيات. ونقل الخبر يتوجب اساسا ذكر مصدره والتمحيص فيه، أما نقل الخبر و الترويج له دون التوفر على أدلة صحته، فعلاوة على كونه سرقة ادبية فهو يضع مسؤولية جسيمة على كتفي ” سارقه والمروج له” لسبب بسيط هو ان هذا ” السارق الادبي” لا يملك اية حجة على صحة الخبر الذي قام بالسطو عليه ويتحول بين يديه إلى مجرد اشاعة يعجز عن تبريرها لحظة المساءلة القانونية.
حتى في السيرة والأحاديث النبوية فالسند هو أهم من المتن، لأن السند هو الذي يجعلنا نثق في صدقية المتن، ويصبح الحديث ضعيفا فقط لأن سلسلة رواته غير موثوق بهم حتى لو كان المتن في الاصل صحيحا لكن الشك يكون كبيرا بشأن تعرضه للتحريف على يد سلسلة من الرواة غير الموثوقين.
آفة وسائل التواصل الاجتماعي أنها تنقل كل شيء دون ذكر مصدره، بل تحرفه وتنسبه لنفسها دون توثيق ودون حمرة الخجل، وكذلك تفعل عدد من المواقع التي تصف نفسها ب” الاخبارية”، وما هي إلا مواقع للإدعاء والسرقة الادبية وتحريف شكل وجوهر الخبر.
هذه الفوضى مضرة بالمجتمع المغربي الذي لم يعد يميز بين الخبر والاشاعة، بل يستحيل الخبر عنده إلى اشاعة لما يطاله من تحريف وتصبح الإشاعة خبرا بسبب ما يطالها من ترويج.
* مدون رأي مغربي