طموحات علي بابا الضخمة للمغرب

صحيفة - الدار البيضاء

أعلنت شركة علي بابا الصينية العملاقة في مجال التجارة الإلكترونية يوم الأربعاء 18 دجنبر، خلال حفل نظمته بالاشتراك مع ASMEX وAMDIE، عن إنطلاقها رسميا في السوق المغربية، بهدف دعم رواد الأعمال المغاربة في التصدير من خلال هذه المنصة الرقمية.

 أقيم هذا الحفل أمام قاعة مكتظة، إذ حرص على حضور هذا الحدث أكثر من 300 شخص من رواد أعمال ومهنيين من كافة القطاعات، سواء كانوا ناشئين أو حرفيين، من أجل مقابلة مدراء المجموعة الصينية وبحث سبل التعاون.

وتقوم شركة علي بابا، التي تأسست بالفعل في عدد كبير من البلدان، بتوسيع خدماتها الآن لتشمل الشركات المغربية الراغبة في الانفتاح على الأسواق الدولية والترويج لمنتجاتها في جميع أنحاء العالم.

وبالنسبة لمديري شركة علي بابا، فإن اختيار المغرب يرجع إلى ديناميكية اقتصاده بالإضافة إلى إمكانات نسيجه المقاولاتي، خاصة في مجال التجارة والصادرات، مع التركيز بشكل خاص على الشركات الصغيرة والمتوسطة.

وبحسب جيانكارلو باستانو، مدير الشراكة الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي في شركة علي بابا، فإن قرار الإستقرار في المغرب يبدو خطوة طبيعية.

فالمغرب يتمتع بموقع جغرافي مثير للاهتمام، ويقدم نفسه كبوابة رئيسية إلى كل من أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط.

ويتم تعزيز هذا الموقع الجغرافي من خلال البنية التحتية الحديثة، مثل ميناء طنجة المتوسط. بالإضافة لذلك، نجحت البلاد في تنويع اقتصادها وتطوير قطاع خاص قوي وديناميكي.

النفوذ الاستراتيجي

ورحب حسن السنتيسي الإدريسي، رئيس ASMEX، قائلا أن “هذا الحدث يمثل أكثر بكثير من مجرد توقيع اتفاقية: إنه معلمة مهمة في استراتيجيتنا للانفتاح والابتكار والقدرة على التنافسية”.

وحشد اتحاد المصدرين المغاربة منذ عدة سنوات جهوده لإقناع العملاق الصيني بالإنفتاح على المغرب، بهدف منح الشركات المغربية فرصة فريدة للوصول إلى السوق الرقمية الدولية.

وتشكل التجارة الإلكترونية رافعة استراتيجية لإضفاء الطابع الديمقراطي على الوصول إلى الأسواق الدولية. ويمكن الآن للشركات الصغيرة والمتوسطة والتعاونيات، التي غالبا ما يتم استبعادها من الأسواق التقليدية، أن تتنافس على قدم المساواة. وأوضح حسن السنتيسي الإدريسي أن الأمر يتعلق بتعزيز القدرة التنافسية للمصدرين بفضل الأدوات الرقمية، وبالتالي السماح لشركاتنا باكتساب الرؤية والكفاءة التشغيلية، مع تحفيز الابتكار وخلق فرص العمل.

كيف يمكن لرواد الأعمال المغاربة الاستفادة من هذه الفرصة؟

تعتبر منصة علي بابا بمثابة معرض تجاري واسع حيث يمكن لكل شركة، مقابل الاشتراك، تقديم منتجاتها والتواصل مع المشترين المحتملين. إنها ليست منصة للمعاملات المالية، ولكنها مساحة للتواصل حصريًا.

تضم منصة علي بابا أكثر من 47 مليون مستخدم نشط حول العالم وتغطي مجموعة واسعة من القطاعات، مثل الأغذية والمنسوجات ومستحضرات التجميل والسيارات والأثاث وغيرها. وبالتالي، سيتمكن كل مستخدم من الاتصال افتراضيًا بملفات تعريف المشترين المختلفة، مثل المصنعين وتجار الجملة والبائعين ومجموعات الشراء أو حتى المتخصصين في التجارة الإلكترونية.

أحد الابتكارات العظيمة لشركة علي بابا هو دمج الذكاء الاصطناعي في الوظائف المختلفة المقدمة للمستخدمين، بما في ذلك إنشاء صفحات المنتج وتحليل البيانات وإزالة حواجز اللغة عند التواصل عبر الدردشة مع المشترين المحتملين.

دعم رواد الأعمال

وينبغي أن تستفيد قطاعات معينة بشكل خاص من هذه الفرصة، ولا سيما المنسوجات والحرف اليدوية وصناعة الأغذية الزراعية. وهذه الشركات، سواء كانت ترغب في الانطلاق في التصدير، أو تعزيز مكانتها في السوق الأوروبية أو استكشاف أسواق جديدة مثل أمريكا الشمالية أو آسيا، ستجد الأداة المناسبة.

وخططت شركة علي بابا أيضًا لعقد عدة مؤتمرات عبر الفيديو مع رجال أعمال مغاربة مهتمين بعروضها.

اقرأ أيضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى